السبت، 30 نوفمبر 2013

كتاب : دور المرأة السياسي في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين - تقرير

 غلاف الكتاب
  • اسم الكتاب: دور المرأة السياسي في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين.
  • اسم المؤلف: أسماء محمد أحمد زيادة.
  • دار النشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة القاهرة.
  • عدد الصفحات: 566 صفحة من القطع الكبير.
 

موضوع الدراسة 

هو البحث في الدور السياسي للمرأة على مساحة العصر النبوي وعصر الخلفاء الراشدين. فهي في متناول هذا الدور السياسي للمرأة في أهم العصور التاريخ الإسلامي, وأشدها اقتراباً من حقيقة الإسلام: قيمته, مبادئه, ومثله. وذلك من خلال دراسة أهم أشكال الممارسة السياسية للمرأة خلال هذه الحقبة بداية من اعتناق المسلمات الأول للدين, وهجرتهن في سبيل الله, ومبايعاتهن المختلفة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, وخلفائه الراشدين, وجهادهن, وممارستهن السياسية في أحداث الفتنة التي ألمَّت بالأمة الإسلامية.

وإذا كان النشاط السياسي, في التعريف المعاصر, هو النشاط المتعلق بطريقة تشكيل السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية, ثم المنهج الذي تسير عليه بطريقة السلطتان, والأعمال التي يقومان بها. وإذا كان مما يهيئ لمثل هذا النشاط اهتمام الفرد بأمور السياسة, وذلك مما يرشد فهمه لما يجري في محيطه من أحداث, وهذا بدوره يوفر الوعي, ويرشد النشاط السياسي, فإن الدخول في الإسلام مع معارضة الأهل والسلطة الحاكمة, ثم ما يتبعه من الاهتمام بأخباره, أو التعرض للتعذيب بسببه, أو الهجرة من الوطن, أو المبايعة, أو الجهاد, كل هذا يعتبر نشاطاً سياسياً حسب التعبير المعاصر. ويدخل فيه - بلا أدنى اختلاف مع المفهوم المعاصر - كل ما يتصل بالموقف من الحكومات, وطرق سيرها ونظمها, وطريقة اختيار الحاكم, ودور الأمة في إقامة الحدود, وهو ما مثله دور السيدة عائشة رضي الله عنها - على وجه الخصوص - في أحداث الفتنة, كما سوف نرى.

والدراسة تبحث في هذه القضايا من خلال منهج واضح, ومحدد سلفاً, ينظر إلى هذا الدرس التاريخي من زاوية التصور الإسلامي, التي تؤكد على العلاقة بين هذا التاريخ الإسلامي, وبين العقيدة التي شكلت هذا التاريخ, فمنحته خصوصيات خاصة به, دون أي تاريخ آخر لأي أمة أخرى. كما تبحث في هذه القضايا من خلال نقد الروايات التاريخية في ضوء قواعد المحدثين, وهو منهج يوظف للمرة الأولى - فيما أعلم - في بحث قضية الدور السياسي للمرأة في عهد النبوة, وعهد الخلفاء الراشدين, خاصة فيما يتصل بتقييم موقف السيدة عائشة رضي الله عنها في أحداث الفتنة.
وهو ما جعله يقدم للحقيقة التاريخية صورة مغايرة تماماً لما كان لنا من قبل كحقائق مسلم بها, بينما هي استنباطات خاطئة, أخذت مكانها من كثرة تكرارها الناتج من تقليد الدراسات بعضها لبعض, ومتابعتها لبعضها البعض, دون مراجعة, أو بحث جاد. والدراسة هي تقوم على المادة التاريخية, إلا أنها لا تغفل عن معطيات المادة السياسية, والفقهية, والحديثية, والدراسات الحديثية التي عرضت للمسألة.

إن أهداف هذا البحث تنطلق من أهداف البحث الإسلامي عامة, وأخلاقياته, فهو بحث متجرد عن الحقيقة التاريخية في شأن الموقف الإسلامي العملي من دور المرأة السياسي, وهو محاولة متواضعة في تنقية الإسلام وتاريخيه من الشوائب التي أدخلت عليه في هذا الدور السياسي للمرأة تدليساً, وتزويراً في محتواه, وسياسيته, وخططه.
وهو بحث يسعى إلى تجاوز منطق الدفاع عن المرأة - قدر الإمكان - لكي يجعل الحقائق التاريخية المجردة نفسها تشكل في ذهن القارئ النسق الحقيقي للأحداث, وتدفع عنها كل ما علَّق بها الماضي والحاضر من تهاويل وإضافات ومفتريات, ما كان لها أن تصمد أمام الواقعة التاريخية الصحيحة, إذا ما تم البحث عنها بتجرد, وإخلاص, وليس غير الواقعة التاريخية حكماً, وقاضياً.

وفي الطريق إلى ذلك فإنها ترد تهماً ومفتريات وُجٍّهت, أو توجَّه إلى الإسلام, أو إلى نبي الإسلام, أو إلى النظم الإسلامية, أو إلى الصحابة والصحابيات, فالحقيقة خير عام.

وهذه الدراسة - تهدف من خلال النظر في الجوانب التطبيقية التي قامت بها المرأة في هذه الرحلة التي هي أشد عصور التاريخ تأثيراً في حياتنا - إلى إضاءة هذه الجوانب الهامة, وإبرازها, فقد تستطيع هذه الجوانب حسم الكثير من الجدل النظري في مسالة الدور السياسي للمرأة, وعلى فرض أنها لم تحسم الخلاف حسماًَ كاملاً, فإنها - على أقل تقدير - تضيٍّق من نطاق الاختلاف, خاصة إذا ما تبين للكثيرين أن مساحة واسعة من الروايات التي تمَّ الاستدلال بها, والتي زادت من حجم الاختلاف كانت روايات لا أساس لها من الصحة التاريخية, وهو ما يجعل مردود الاختلاف هذه الدراسة في ميدانها التطبيقي واضحاً على الممارسة السياسية الفعلية للمرأة المسلمة المعاصرة, وعلة حجم الجدل الدائر بشأنها.

فالدراسة ببحثها في الممارسة السياسية الحقيقية للمرأة في صدر الإسلام, ردَّ علمي عملي, يحمل الدليل الأكثر عمقاً, والأشد أصالة, والأسبق تاريخياً من كافة الآراء التي حجرت على المرأة أن تشارك في بناء وتسديد خطى أمتها, وهي رد أيضاً على أولئك الذين وعمروا أن التاريخ الإسلامي لم يعرف للمرأة مشاركة في ميادين السياسة.
وهي تحاول أن تشارك في إنهاء حالة الجمود والتقليد, المذموم شرعاً, التي يعانيها البحث التاريخي إزاء المصادر والنصوص القديمة, وإزاء التسليم بكل ما انتهى إليه من استدلالات في الدراسة الحديثة, والترديد لها دون إعمال فكر في حقيقتها, وما استندت إليه من أدلة وبراهين.

وهي تخرج عن خط الدراسات الإسلامية التي تم بها النظر من قبل في الأدوار السياسية للمرأة في صدر الإسلام, وهي - فيما أعلم - بين دراسات تاريخية لا تتجاوز السرد إلى التحليل والاستنتاج, بعد اجتياز مراحل النقد المعتبرة للرواية التاريخية, أو دراسات حاولت القيام بعملية التحليل والاستنتاج, إلا أنها لم تبحث في صحة ما قامت بتحليله من روايات, بل لم تقدم أية رؤية تم على أساسها الاختيار للروايات التي تم بناء التحليل عليها, فأغلبها عند التحقيق استنتاجات باطلة قائمة على غير حقيقية تاريخية.

وبين دراسات شرعية فقهية, عرضت لمسألة المرأة والعمل السياسي عامة, من خلال جمع آراء الفقهاء في القضية, دون أن تحاول الاجتهاد, أو التجديد باتجاه تأصيل حياتنا الفكرية في ضوء المتغيرات التي تحدث في عالمنا المعاصر. أو دراسات جامعة للنصوص القرآنية والنبوية في شأن الحق السياسي للمرأة, أو دراسات سياسية تناولت عمل المرأة السياسي من زوايا قانونية, ركزت على التنظيم القانوني لحقوق المرأة, كحق الترشيح, والانتخابات, والوظائف العامة, وغير ذلك. وبين دراسات حاولت بحث العمل السياسي للمرأة برؤية إسلامية, حاولت التجديد من خلال النظر في علوم السياسة ودراسات المرأة, والدراسات الإسلامية, إلا أنها ليست في الشأن التاريخي المعني بتحقيق الرواية التاريخية أولاً, ثم بناء الحقيقة التاريخية وتكوين الاستنتاج على أساسها.

ولعل هذه الدراسة بما حاولت الالتزام به من منهج أن تكون قد ساهمت - مع المحاولات الجادة الأخرى - في تأصيل المنهج الإسلامي للتفسير التاريخي. ذلك المنهج الذي يعتمد التصور الإسلامي للتاريخ, ويفيد من منهج المحدثين في التعامل مع الرواية التاريخية.
ولعلهما أيضاً بما قدمته من حقائق تاريخية مستندة إلى هذا المنهج أن تكون لبنة مع لبنات الجهود الجادة في بناء علم سياسة إسلامي قائم على تجربة تاريخية صحيحة, وموثوقة.

محتويات الكتاب:
يتكون الكتاب من مقدمة، ومبحث تمهيدي في الضوابط الأساسية؛ للتعامل مع الروايات التاريخية استغرقت ما يقرب من ستين صفحة تناولت فيه تصنيف المصادر التي أخذت منها الدراسة، ومسألة عدالة الصحابة والصحابيات، ثم ثلاثة أبواب يندرج تحتها عدد من الفصول.

الباب الأول: ممارسات سياسية عامة للمرأة في العهد النبوي والراشدين:

الفصل الأول: اعتبار المرأة للدين على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وتناولت فيه الكتابة فهم المسلمين الأوائل للعمل السياسي باعتباره جزءًا من الدين، إذ كانت السياسة عندهم هي حراسة للإيمان، وذكرت أن المرأة اعتنقت الإسلام منذ نزول الوحي إذ كانت السيدة خديجة- رضي الله عنها- هي أول الناس إسلامًا، وتكشف دراسة شخصيتها على درجة عالية من الوعي السياسي، وعددت الكاتبة أدوار الصحابيات الجليلات في المرحلة السرية والجهرية من الدعوة الإسلامية، وتحملها للابتلاء والامتحان في سبيل هذا الدين.

الفصل الثاني: دور المرأة في الهجرة:
وتناولت في هذا الفصل تعريف الهجرة، وحكمها، وهجرة المرأة المسلمة إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة، وطبقات المهاجرات، وكفاحهن في الغربة وما تعرضن له من شدة ومعاناة، وصبرهن على الغربة وترك الأوطان والحياة القاسية.
ثم تناولت هجرة المسلمات إلى المدينة المنورة، ودورهن في تأسيس هذا الوطن الجديد للمسلمين وعرضت لنماذج مضيئة من هؤلاء المهاجرات مثل "زينب بنت النبي"- صلى الله عليه وسلم- و"أم سلمة"، "وأم أيمن"، و"أسماء بنت أبي بكر"، رضي الله عنهن، وتعليق الإمام الزهري على هجرة المسلمات إذ قال: "وما نعلم أحدًا من المهاجرات ارتدت بعد إيمانها"، ومن ثم كانت الهجرة واجبة على الرجال والنساء على حد سواء.

الفصل الثالث: بيعة النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
وتناولت فيه مفهوم البيعة في الإسلام، وكيفية ممارسة المرأة المسلمة لهذا الحق السياسي على اعتبار أن البيعة هي ميثاق الولاء للنظام السياسي الإسلامي، والالتزام بجماعة المسلمين والطاعة لإمامهم.
وتتبعت الكتابة مشاركة الصحابيات في البيعات التي بدأت مكة، وكانت على الإيمان والإسلام ثم مشاركة الصحابيات في بيعة العقبة الثانية، ومبايعة نساء الأنصار للنبي- صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وبيعة الرضوان التي كانت بيعة على الموت ثم بيعة النساء بعد فتح مكة والتي ذكر القرآن الكريم بنودها في سورة الممتحنة، وكانت بيعة العقيدة وحماية المجتمع المسلم وشاركت في هذه البيعة حوالي (300) امرأة، وعرضت لإشكالية بيعة النساء في الدراسات الحديثة التي تقصر دروس هذه البيعة على عدم مصافحة النساء، وتتجاهل الحقيقة السياسية لهذه المبايعة.

الفصل الرابع: بيعة النساء للخلفاء الراشدين:
وتناولت في هذا الفصل تعريف الخلافة ومسألة اختفاء دور المرأة في بيعة الخلفاء من خلال تناولها لكيفية اختيار الخلفاء الراشدين، وخلصت إلى القول بأن المصادر التاريخية لم تعرض إلى كيفية بيعة النساء للخلفاء الراشدين، والروايات تشير إلى عدم حضور المرأة في مبايعات الخلفاء الراشدين، وتذهب الكاتبة الى أن الظروف السياسية في تلك الفترة هي التي تسببت في عدم اكتمال الصورة الدستورية للبيعة.

الباب الثاني: المرأة والجهاد على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين:
تناولت فيه الكاتبة دور المرأة في الجهاد على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومشاركة الصحابيات في الغزوات مثل (أحد) و(الخندق)، ثم تناولت دور المرأة المسلمة في حروب الردة وعرضت لأدوار بعض المسلمات مثل "نسيبة بنت كعب" و"آذاد" زوجة "شهر بن باذام"، ودورها في قتل الأسود العنسي مدعي النبوة في اليمن، وأكدت الباحثة أن الثقافة التي كانت سائدة وطبيعة الحياة في تلك الفترة لم تكن معنية بتسجيل الموقف النسائي، منفصلاً عن الحدث الاجتماعي، ثم تناولت مشاركة المسلمات في الفتوح الإسلامية، وما تناوله البلاذري في كتباه (فتوح البلدان) من أن جميع الجيوش الإسلامية كانت تخرج ومعها النساء والذراري، إلا أن هذا الدور تعرض لإهمال تاريخي.

الباب الثالث: الدور السياسي للمرأة في أحداث الفتنة:
واستغرق هذا الباب حوالي (169) صفحة تناولت فيه الباحثة الدور السياسي للمرأة في أحداث الفتنة في عهدي "عثمان بن عفان، و"علي بن أبي طالب"- رضي الله عنهما- وأكدت الكاتبة أن الدور السياسي للمرأة في هذه الفتنة لا يمكن فهمه بعيدًا عن فهم الفتنة نفسها وحداثها ورجالها، إذ لا يمكن التعامل مع المرأة كفئة اجتماعية مستقلة بذاتها، وإنما من الضروري التعامل معها كأحد مكونات المجتمع.
موقف أمهات المؤمنين والصحابيات من أحداث الفتنة حتى مقتل "عثمان بن عفان"، وأكدت فيه أن موقف أمهات المؤمنين كان حصيفًا، إذ رفضْن المشاركة فيها ورفضن التهم التي وجهتها الغوغاء الثائرة إلى "عثمان بن عفان"- رضي الله عنه.
الدور السياسي للسيدة عائشة- رضي الله عنها- في أحداث الفتنة في عهد عثمان.
وأكدت أن موقف السيدة عائشة رضي الله عنها جاءنا عبر المصادر التاريخية مشوهًا، حيث نقل إلينا غلاة الشيعة كثيرًا من هذه الأخبار، ونقدت الكاتبة كثيرًا من روايات الطبري في تاريخه التي ذكرت أن عائشة هي التي ألبت الثائرين على "عثمان"، واستندت إلى مقولة الإمام النووي في أن "عثمان" قتل مظلومًا ولم يشارك أحد من الصحابة في قتله.
خروج السيدة عائشة إلى البصرة سعيًا للإصلاح:
وتناولت خروج السيدة عائشة إلى البصرة بعد مقتل "عثمان"، وما صاحب ذلك من أحداث، وحللت موقفها السياسي تحليلاً مستفيضًا، وأكدت أن خروجها لم يكن غوغائيًا بل كان خروجًا واعيًا شارك فيه الكثير من الصحابة، وتناولت في هذا الفصل عددًا من القضايا الشائكة مثل العلاقة بين السيدة "عائشة" و"علي بن أبي طالب" رضي الله عنهم، وموقعة الجمل، وحقيقة الروايات التاريخية القائلة برفض الصحابة لخروج عائشة، واستندت إلى قول الإمام النووي في أن خروجها كان واجبًا في حقها وحق من خرج معها من الصحابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


لأي طلب أنا في الخدمة، متى كان باستطاعتي مساعدتك

وذلك من باب قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى).

صدق الله مولانا الكريم