الأربعاء، 11 مارس 2015

حقوق الطفل في القرآن الكريم (جـ2) - د/ داود بورقيبة

تتمة البحث:


- حقّ الطفل في العدل والمساواة بينه وبين إخوته:
من التشريعات التي جاء بها القرآن الكريم، الأمر بالعدل، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[115].
وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ. وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ[116].
وقد أمر الله سبحانه المؤمنين بالعدل حتّى مع الأعداء، فما بالنا مع الأبناء الصغار، فالظلم وعدم المساواة يولّد في نفس الطفل شعورًا بالاضطهاد والظلم، فيدمّر في نفسه القاعدة التي تبنى عليها القيم العليا والمبادئ في المستقبل، لأنّه يجد في أقرب الناس إليه وألصقهم به، وهما الوالدان، نموذجًا سيّئًا، فكيف يتعلّم هو العدل، وكيف يتعلّم بقية القيم والمبادئ التي يقوم عليها الإسلام .
وقد أثبتت الدراسات النفسية أنّ ظهور اضرابات نفسية واجتماعية على الطفل يرجع معظمها إلى إحساسه بالعدل والمساواة مع أقرانه أو عدمه. وليس أدلّ على ذلك ممّا ورد في القرآن الكريم في قصّة سيّدنا يوسف مع إخوته، لنتأمّل سلوك إخوة يوسف عليه السلام الناتج عن حبّ أبيهم ليوسف عليه السلام وتفضيله عليهم، يتّضح لنا أنّ عدم المساواة بين الإخوة له تأثير عظيم على انفعالاتهم ومن ثمّ سلوكهم، قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ. إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ. اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ[117]؛
وهذه المساواة ضرورية؛ لأنّها مقتضى حسن الرعاية، والإهمال فيها يُحدِث آثارًا سيِّئة في نفوس الأولاد، تنعكس على معاملاتهم بعضهم لبعض وعلى معاملاتهم لمن حولهم، إلى جانب العقد النفسية التي تؤثّر بالصحّة وتنحرف بالسلوك الشخصي والاجتماعي.
فيُساوى بين الذكور والإناث فيما يُستطاع به التسوية من عطف وحنان وتعليم وهدايا وغيرها من المعاملات، حتّى في الابتسامة والكلمة الطيّبة، أو في العقوبة والعتاب.
والمساواة وسيلة من وسائل الاستقرار النفسي للأولاد وللأسرة في محبّة الأولاد بعضهم لبعض، وفي محبّتهم للوالدين، وينعكس أثر ذلك في علاقتهم بالناس عامّة في المجتمع الكبير في نطاق الأسر[118].

ولذلك فالجوّ المنزلي الذي يسود فيه شعور المحبّة والمساواة ينتج أطفالًا منضبطين سلوكيًا، مستقرّين انفعاليًا، والجوّ المنزلي الذي يسود فيه شعور الاضطهاد والظلم ينتج أطفالًا مضطربين في انفعالاتهم، شاذّين في سلوكهم.

والسنّة النبوية الشريفة مليئة بالأحاديث التي توضّح ذلك ومن هذه الأحاديث قوله صلّى الله عليه وسلّم:"...فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُم"[119].
- حقّ الطفل في التربية والتوجيه والإرشاد:
أثبتت الدراسات التربوية أنّ للبيئة تأثير بالغ على شخصية الطفل حيث إنّه يكتسب سلوكياته وقيمه ومعتقداته من بيئته، تؤثّر فيه ويتأثّر بها، من خلال التفاعل الإيجابي المستمرّ بينه وبين مكوّنات بيئته. ولهذا أولى القرآن الكريم موضوع التوجيه والإرشاد عناية فائقة، ولو رجعنا إلى كتاب الله عزّ وجلّ وما صحّ من سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لوجدنا أنّ أكثر الأمور ذكرًا فيها بعد العقيدة موضوع الآداب والسلوك الاجتماعي، فيندر أن تخلو سورة من السور المكّيّة من واجبات اجتماعية تلزم بالحرص عليها والالتزام بأدائها، وأمّا السور المدنية فمنها سور كاملة ذات اهتمام بالسلوك الاجتماعي، منها: سورة الحجرات.
وقد شجَّع القرآن الوالدين بأن يقوما بالخطة الحكيمة والمنهاج السديد لتربية الأولاد، امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[120].  
وعن علي بن أبي طالب في قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراًقال: «علموا أنفسكم وأهليكم الخير»[121].
ولمَّا سئل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن حقّ الولد على الوالد قال: "أن يحسن اسمه ويحسن أدبه"[122].

ولنا في الأنبياء والرسل أسوة حسنة وفي قصصهم عبرة وفي كلامهم عظة، فقد ساق الله تعالى لنا ما يدلّنا على أهمّية الإرشاد والتوجيه من خلال مواقف الأنبياء منها قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: قَالَ ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ[123]. وقول لقمان الحكيم في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[124]، فهذا أب حكيم يوجّه ابنه ويرشده إلى ما فيه سعادته وصلاحه في الدارين. كذلك ينبغي للمربّي أن يحرص، وهو يمارس التوجيه، أن يذكر للصغير الأسباب والعلل، فالصغير  يتساءل لمَ هذا ولماذا ذلك ولمَ ينهاني والدي عن ذلك ويأمرني بذلك.

هذا هو ما علّمنا إيّاه ربّنا تبارك وتعالى، فالمتتبّع للتوجيهات والإرشادات من أوامر ونواهي في الكتاب العزيز يجد أنّ الله سبحانه بعدما يأمرنا بشيء أو ينهانا عن شيء يوضّح الغاية والعلّة من وراء ذلك، وهو غني عن ذلك لأنّه الإله الذي يأمر فيطاع، ولكن ليعلمنا ولتطمئن قلوبنا، فلنقرأ على سبيل المثال أوّل سورة في القرآن أمرنا الله بالحمد بصيغة الخبر، ثمّ بين استحقاقه سبحانه الحمد لأنّه الرحمن الرحيم مالك يوم الدين تبارك الله وتعالى.
ففي الآية الأولى يبيّن يعقوب عليه السلام قصده من نهي ولده يوسف أن يقصص رؤياه على إخوته حتّى لا يكيدوا له، وكذلك فعل لقمان مع ابنه.
إذن: من أهمّ واجابات الأبوين تجاه الأبناء، ومن أهمّ حقوق الأبناء على الآباء توجيههم وتربيتهم تربية فاضلة، "فالأسرة هي البيئة الطبيعية التي تتعهّد الطفل بالرعاية الكاملة، فهي تغرس في الطفل القيم الإسلامية من خلال التربية الإسلامية، ففي الأسرة تكمن مسؤولية الوالدين في رعاية الطفل، وتكوين العادات السليمة....
إنّ مهمّة الأسرة هي تنقية وتصفية الأنماط السلوكية غير اللائقة بشخصية الطفل، حيث إنّ الأسرة تربّي ضمير الطفل، ليصبح رقيبًا على أعماله في سرّه وعلانيته"[125].
- حقّ الطفل في اللعب:
يعتبر اللعب بمثابة الشغل الشاغل بالنسبة للصغار، فحياتهم صغارًا كلّها في اللعب. ويكون اللعب بالنسبة لهم موجّهًا للتكيّف الاجتماعي والانفعالي، حيث يتّسم الطفل الذي يحرص على اللعب والمرح بالصحّة النفسية الجيّدة.
واللعب ظاهرة نمائية اجتماعية لها تأثير مباشر على نموّ الطفل الاجتماعي والخلقي وتأهيلهم لعالم الكبار، وهو جزء لا يتجزّأ من حياته، فلا ينبغي أن يستهان به ويضيق على الطفل فيه فيحدث تصادم بين ذلك وبين ما فطروا وجبلوا عليه.
وتتّضح لنا أهمّية ظاهرة اللعب في حياة الطفل ومدى حقّه فيه، بالنظر في قصّة يوسف عليه السلام مع إخوته، حيث كان يعقوب عليه السلام يولي يوسف عناية ورعاية لما علم من أمره، ولما تنبأ به من حالهم وموقفهم منه في حال علمهم بأمر الرؤيا، فخاف عليه منهم، ولم يتركه لهم، ولم يأمنهم عليه مثل باقي إخوته، وعندما استحوذ عليهم الشيطان وقرّروا التخلّص من أخيهم غيرة وحسدًا، دبّروا أمرهم وأحكموا خطّتهم، لم يبق أمامهم الاّ إقناع أبيهم بأخذه معهم مع علمهم المسبق برفضه، احتالوا على أبيهم وعرضوا عليه أنّه سيلعب ويرتع معهم إذا هو تركه لهم. قال الله تعالى: ﴿قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ. أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ[126]، فما كان يعقوب ليترك يوسف مع إخوته إلاّ لهدف عظيم وغايه نبيلة مؤثّرة في إعداده وتنشئته، وهو اللعب.
وفي أهمّية اللعب بالنسبة للطفل، يقول الغزالى في الإحياء: "وينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكُتّاب أن يلعب لعباً جميلاً يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب، فإنّ منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعلّم دائماً يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتّى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأساً"[127].
وقد وردت أحاديث كثيره تفيد أنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يلاطف الأطفال ويلاعبهم ويكفل لهم حقّهم في اللعب، وكذلك فعل الراشدون وسائر الصحابة من بعده؛ ومن ذلك أنّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ قَالَ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ قَالُوا كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ[128].
كما أنّه يمكن عن طريق اللعب أن تبثّ فيهم الأخلاق الحسنة كالصدق والأمانة، وتحذّرهم من الأخلاق الذميمة كالكذب، والخيانة، والغشّ، والألفاظ البذيئة ونحو ذلك.
وقد أظهرتِ الدراسات الحديثة في ميدان الطفولة أنّ للعبِ إسهاماتٍ واضحة في نموِّ الأطفال وبناء شخصياتهم، ولقد أدرك العلماءُ أهمّية اللعبِ في تنشئة الأطفال، وتعليمهم، ونموّ شخصياتهم؛ وكلُّ نوعٍ من اللعب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرحلةٍ معيَّنةٍ من مراحل النمو، وهناك  "نظرية التحليل النفسي" توضِّح أنّه اللعب-  وسيلة للتنفيس، وتخفيف التوتّر الناتج عن فشل الفرد في تحقيق رغباته[129].
إذن لا بدّ أن يتيح الوالدان للطفل حرّية اللعب، إذ أنّ اللعب نشاط جسمي وذهني وانفعالي، يشمل نفسية الطفل وحياته العامّة، واللعب طبيعة فطرية في الطفل، جعلها الله تعالى غريزة في نفسه لكي ينمو جسمه نموًا طبيعيًا بشكل قوي، فاللعب يطوّر عقليته وينمّي ذكاءه ويساهم في بناء جسده، ولذا ينبغي أن ينظر المربّون إلى اللعب على أساس أنّه ضروريّ للطفل.
- حقّ الطفل في الإنفاق عليه:
ومن مظاهر رعاية القرآن الكريم للطفل، أنّه أوجب على أبيه أن ينفق عليه حتّى يقوى ويشتدّ عوده، قال الله تعالى: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى. لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرا[130]. أي: ليُنْفِق على المولود والدُه أو وليُّه بحسب قدرته، وقال تعالى: ﴿وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[131].
ومن النفقة الواجبة للطفل على والده ما يتعلّق بتوفير الكساء المناسب له، ليتّقي به حرارة الصيف، وبرودة الشتاء[132].
وقد أمّن الله ذلك لآدم وزوجه في الجنّة، وهذا ما يحتاجه الإنسان في الدنيا، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى. وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى[133].
وقد قرن الله تعالى بين الجوع والعري، لأنّ الجوع ذلّ الباطن، والعري ذلّ الظاهر، كذلك قرن بين حرّ الباطن وهو العطش، وحرّ الظاهر، وهو الضحى[134].
وهذه الأمور كانت مؤمّنة لآدم وحواء في الجنّة، وعندما خرجا منها، كان على آدم أن يعمل ويكدّ لتأمين هذه الضروريات، وهذه الأشياء يجب أن تؤمّن للطفل.
ويقاس على ما سبق توفير السكن المناسب حسب الاستطاعة، وكذا توفير الرعاية الصحيّة المناسبة.
- حقّ الطفل في الإنفاق على أُمّه أثناء حمله:
لعلّ هذا الحقّ هو أسمى وأجلّ الحقوق التي كفلها الإسلام للطفل، فحاشا لله أن يغفل عن إظهار حقّ من حقوق الطفل حتّى وهو في بطن أُمّه، حتّى وإن كانت مطلّقة. قال الله تعالى: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى[135]، وذلك هو تكريم للأمّ ورحمة منه سبحانه بهذا الصغير، حتّى لا يكون فشل الوالدين في حياتهم وعدم التوافق بينهما نكبة على الصغير.

يقول صاحب الظلال: "وللوالدة في مقابل ما فرضه الله عليها حقّ على والد الطفل: أن يرزقها ويكسوها بالمعروف والمحاسنة؛ فكلاهما شريك في التبعة؛ وكلاهما مسؤول تجاه هذا الصغير الرضيع، هي تمدّه باللبن والحضانة، وأبوه يمدّها بالغذاء والكساء لترعاه; وكلّ منهما يؤدّي واجبه في حدود طاقته"[136].

وقد أوجب الفقهاء على الزوج النفقة على زوجته الحامل، حتّى لو كانت ناشزًا أو مطّلقة طلاقًا بائنًا، وذلك لرعاية الحمل وصيانته من الضياع؛ ولأنّ النفقة على الحمل لا تكون إلاّ بالإنفاق على الأمّ الحامل، بدليل قوله تعالى: ﴿وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[137]. يقول صاحب مواهب الجليل: "الناشز الحامل لها النفقة للحمل لا لأجلها"[138].
– حقّ الطفل في الميراث:
كان الأطفال قبل الإسلام لا يَرِثُون؛ لأنّهم لا يقاتلون، فجاء الإسلام وأقرَّ حقوقهم في الميراث، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً[139]، ﴿يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ[140]؛ كما أعلن الله سبحانه وتعالى للقريب الفقير من الأطفال اليتامى حقًّا من الميراث إذا حضروه ولو لم يكونوا من الورثة؛ فقال: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً[141].
وكان من مظاهر رعاية القرآن لحقوق الطفل قبل ولادته الحفاظ على حقوقه المالية وهو ما يزال جنيناً في بطن أمه، فلقد أوقف القرآن التركات التي يكون للجنين- لو فرض نزوله حياًّ- نصيب فيها، وذلك خشية تقسيم التركة بين الورثة الأحياء وضياع نصيبه فيها.
وقد ذكر الفقهاء صوراً لذلك تبيّن حرص التشريع القرآني على وصول حقّ الجنين في التركة إليه كاملاً، ومنها :
- إذا كان معه وارث آخر، وكان نصيبه في التركة يختلف باختلاف جنسه، ففي هذه الحالة يقدّر له التقديران، ويوقف له النصيب الأكبر، وبعد الولادة وتبيّن جنسه يأخذ الحصّة التي يستحقّها، فإذا كان يستحقّ النصيب الأصغر أخذه، ووزّع الباقي على الورثة.
- وإذا كان معه وارث آخر، وكان نصيبه من التركة لا يختلف باختلاف جنسه، ذكراً كان أو أنثى فإنّ التركة تقسّم، ويترك له مقدار نصيبه حتّى يولد حيّاً ويستحقّ الميراث.
والله جلّ شأنه يحذّر من يأكل مال اليتيم ظلمًا وعدوانًا بدخوله نار جهنّم، فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً[142].
يقول الصابوني في تفسير هذه الآية: "حذّر تعالى الأوصياء من الظلم للأيتام الذين جعلهم الله تحت رعايتهم ووصايتهم (في آية سبقتها) ثمّ ختم تعالى ببيان جزاء الظالمين الذين يأكلون أموال اليتامى، وبيّن إنّما يأكلون نارًا تتأجّج في بطونهم يوم القيامة، وسيدخلون السعير، وهي نار جهنّم المستعرة، أعاذنا الله منها"[143].
– حقّ الطفل في التملّك:
للطفل حقّ التملّك في الشريعة الإسلامية، وقد دلّ على ذلك القرآن الكريم، إذ يبدأ تملّكه وهو جنين في بطن أمّه، والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً. وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ[144]، فقد جاءت الآيات عامّة ولم تفرّق بين صغير أو كبير[145].
وقد حرّم القرآن الكريم كلّ إجراء يؤدّي إلى الإخلال بنظام المواريث، ومن ذلك حرمان الأطفال حقّهم في الميراث، أي التعدّي على حقّهم في التملّك، فقال الله تعالى: ﴿تلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ[146].
وخصّ القرآن الكريم اليتامى بالحديث، فقال الله تعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً[147]،
فأوّل طرق التملّك للطفل، ما يأتيه عن طريق الإرث، ثمّ ما يأتي عن طريق الوصية، إذ من حقّ الطفل أن يقبل وليّه ما يوصى له إن كان يستحقّ ذلك لقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ[148].
وأضاف الفقهاء طرقًا أخرى للتملّك منها: الوقف، والهدية، والهبة.....[149].
- حقّ الطفل اليتيم في الإحسان إليه:
الطفل اليتيم هو: الصغير الذي فقد أباه وهو دون سن البلوغ[150]. وتسقط عنه صفة اليتم بعد البلوغ، لما روي عن عليّ كرّم الله وجهه إذ قال: "حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ"[151].
ويمكن أن يلحق باليتيم حكمًا اللقيط؛ واللقيط هو: "اسم لحيّ مولود طرحه أهله خوفًا من العيلة، أو فرارًا من تهمة الزنى"[152].
يقول القرضاوي:"...واللقيط في معنى اليتيم؛ وهو بعد ذلك أَوْلَى من يطلق عليه "ابن السبيل" الذي أمر برعايته الإسلام"[153].
من حقّ الطفل اليتيم -إضافة للحقوق السابقة المذكورة للأطفال عامّة- الإحسان إليه، وكلمة الإحسان كلمة عامّة تشمل كلّ ما تستحسنه الشرائع ويستحسنه العقلاء في تنفيذ تلك المستحسنات.
فالقرآن الكريم حرص كلّ الحرص على رعاية اليتيم، ورغّب كثيرًا ووجّه للحنوّ عليه ومساعدته، لينشأ عضوًا نافعًا في المجتمع، قال الله تعالى:﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ[154].
وفي اليُتْم قهرٌ نفسيٌّ وحرمان من حنان أقرب الناس إليه، والحضن الذي كان ملجأه، والقلب الذي كانت تتناغم دقّاته فرحًا وغبطة مع من أصبح يتيمًا.
يقول محمّد قطب: "واليتم نوع من البتر الحياتي، والقهر النفسي، بحيث يفقد الطفلُ اليتيمُ الكفيلَ الذي ينفق عليه، كما يفقد القلب الرحيم والحنان الكبير، فينشأ من ثَمَّ في حرمان...
والبتر الحياتي، هو: القطع الذي يحصل بين الأب الذي هو سبب الحياة، وبين الطفل الذي هو الثمرة.
والقهر النفسي، هو: الكبت الذي يعانيه الطفل سواء في محيط البيت العائلي أو خارجه، والألم الذي يعتصر فؤاده مع كلّ مواجهة إنسانية مع البشر"[155].
وقد جعل الله تعالى زجر اليتيم وقهره علامة من علامات التكذيب بالدين، وحّذر من الإساءة إليه بأي وجه من الوجوه، مراعاة لحالتهم النفسية ووضعهم الحرج الذي هم فيه، فيقول: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ[156].
قال سيّد قطب في تفسير هذه الآية: "...فالذي يكذِّب بالدين هو الذي يدفع اليتيم دفعًا بعنف، أي الذي يُهين اليتيم ويُؤْذيه ولا يحضّ على طعام المسكين. فلو صدّق بالدين حقًا، ولو استقرت حقيقة التصديق في قلبه، ما كان ليدعّ اليتيم"[157].
والإحسان الذي يأمر به القرآن الكريم ممّا واثق الله عليه الأمم السابقة واللاحقة، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً[158].
ومن الإحسان إلى اليتيم أن يُبرّ ويكفى وتلبّى حاجاته ويعوّض عمّا فقده، قال الله تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى[159].
ومن الإحسان إليه أن يحظى بكلّ ما يكون إصلاحاً له، وتترك التفاصيل للمعني بهذا الشأن، وتكون الرقابة عليه من الله مباشرة.
لنتأمّل قوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ[160].
- خاتمة واستنتاجات:
بعد هذه الرحلة الشيِّقة والشاقّة والممتعة التي قضيُتها في ربوع آيات القرآن الكريم، فقد تمَّ بفضل الله تعالى وتوفيقه هذا البحث المتواضع الذي كان قصدي فيه مرضاة الله تعالى، وبيان حقوق الطفل في القرآن الكريم، ولا أدَّعي أنّني قد ألممت بكافّة جوانبه، فهو موضوعٌ واسع وزاخر، وما زادني البحث فيه إلاّ قناعة بقوله تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[161].
ومن نتائج البحث ما يأتي:
ü                    اهتمّ القرآن الكريم بحقوق الطفل قبل أن يخرج للحياة، وهو جنين في بطن أمّه، كما اهتمّ به بعد ولادته.
ü                    حقوق الطفل حقوق ربّانية ثبتت بالقرآن الكريم.
ü                    حقوق الطفل في القرآن الكريم حقوق شاملة لكلّ ما يهمّه في حياته، فهي تشمل: حقّه في والدين صالحين، وحقّه في الحياة، وحقّه في النسب، وحقّه في التسمية الحسنة، وحقّه في الرضاعة التامّة،  وحقّه في التغذية السليمة بعد الفطام، وحقّه في الإحسان وعدم الغلظة والشدّة، وحقّه في العدل والمساواة بينه وبين إخوته، وحقّه في التربية والتوجيه والإرشاد، وحقّه في اللعب، وحقّه في الإنفاق عليه، وحقّه في الإنفاق على أُمّه أثناء حمله، وحقّه في الميراث، وحقّه في التملّك.
ü                    إضافة إلى الحقوق العامّة للأطفال، فإنّ القرآن الكريم نصّ على حقّ الطفل اليتيم –ومن في حكمه- في الإحسان إليه
ü                    سبق القرآن الأنظمة الحديثة بعشرات القرون في ضمان حقوق الطفل في مختلف مراحله العمرية.
ü                     
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه.
والحمد لله ربّ العالمين

-قائمة المصادر والمراجع:
1- ابن عابدين، محمد أمين بن عمر، حاشية رد المحتار على الدر المختار، دار الفكر، بيروت:  د.ط، 1421هـ
2-  ابن عادل، عمر بن علي، اللباب في علوم الكتاب. تحقيق: عادل عبد الموجود، وعلي معوض، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 1419هـ
3- ابن عاشور، محمد الطاهر، التحرير والتنوير. مؤسّسة التاريخ العربي، بيروت: د.ط، 1420هـ،2000م
4- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم.. تحقيق: سامي سلامة، دار طيبة، الرياض: د.ط، 1420هـ.
5- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، إعداد وتصنيف: يوسف خياط، دار لسان العرب، بيروت، د.ط، د.ت
6- أبو حيان، محمد بن يوسف، البحر المحيط، تحقيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر، لبنان، د.ط، 1420هـ
7- الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، دار الآفاق الجديدة، بيروت ، ط:2، 1980م
8- أحمد بن حماد الجوهري، الصحاح في اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، 1404ه
9- الأشول، عادل عز الدين، علم النفس النمو، مكتبة الأنجلو، القاهرة، د.ط، 1989م
10- اطفيش، محمّد بن يوسف، تيسير التفسير للقرآن الكريم، عيسى البابي الحلبي، مصر، ووزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عُمان.
11- الألوسي، محمود شهاب الدين بن عبد الله، روح المعاني. تحقيق: علي عبد الباري، دار الكتب العلمية، بيروت: د.ط،  1415هـ
12- البار، محمد علي، خلق الإنسان بين الطبّ والقرآن، الدار السعودية للنشر، الرياض، ط:5، 1984م
13- بديوي، يوسف ومحمّد محمّد قاروط، تربية الأطفال في ضوء القرآن والسنّة، دار المكتبيي، دمشق، سوريا، ط:3، 2008م
14- بديوي، يوسف، حقّ الوالدين على الآباء، دار ابن كثير، دمشق، ط:1، 1997م
15- جبار، سهام مهدي، الطفل في الشريعة الإسلامية، المكتبة العصرية، صيدا، لبنان، ط:1، 1997م
16- الجزري، أبو السعادات المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث. تحقيق محمود الطناحي. المكتبة الإسلامية، بيروت.
17- الحطاب، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، مواهب الجليل، شرح مختصر خليل، دار الفكر، بيروت، 1992
18- الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان داوودي، الناشر: دار القلم، دمشق، ط 2، 1418ه
19- رأفت فريد سويلم، حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، دار ابن الجوزي، القاهرة:  2004 م
20- الزبادي، أحمد محمد، والخطيب، إبراهيم ياسين، صورة الطفولة في التربية الإسلامية، دار المستقبل، عمّان، 1989م.
21- الزحيلي، وهبة، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، ط:1، 1991م
22- الزحيلي، وهبة، التفسير الوجيز على هامش القرآن العظيم، دار الفكر، دمشق، سورية، ط:2، 1996م
23- سمارة، عزيز، وآخرون، سيكولوجية الطفولة، دار الفكر، عمّان الأردن، ط:1، 1989م
24- سنية النقاش عثمان، طفلك حتى الخامسة، دار العلم للملايين، بيروت، 1985م
25- الشربيني، محمد الخطيب، مُغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط:1 ، 1994 م
26- الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، دار الفكر للطباعة والنشر، لبنان، د.ط، 1415هـ
27- الصابوني، محمد علي، تفسير آيات الأحكام، مكتبة الغزالي، دمشق، ط:2، 1977م
28- صقر، عطية، تربية الأولاد في الإسلام ، مكتبة وهبة، القاهرة، ط:1، 2003م
29- الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن. تحقيق: أحمد شاكر، الرسالة: بيروت،  ط1، 1420هـ
30- الطحان، محمد، وآخرون، أسس النمو الإنساني، دار القلم، دبي: د.ط، 1410هـ
31- عبيدات، سليمان، الطفولة في الإسلام، جمعية المطابع التعاونية، عمّان، ط:1، 1989م
32- العسكري، الحسن بن عبد الله بن سهل، الفروق اللغوية. تحقيق: محمد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة، القاهرة: د.ط، د.ت
33- علي بن محمد الجرجاني، التعريفات، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت
34- عيسوي أحمد عيسوي، المدخل للفقه الإسلامي، دار الاتحاد العربي، القاهرة
35- العيسوي، عبد الرحمن، مشكلات الطفولة والمراهقة، دار العلوم العربية للطباعة والنشر، بيروت، ط:1، 1993م
36- الغزالي، أبو حامد، إحياء علوم الدين، دار الرشاد الحديثة.
37- فاطمة بنت فرج بن فرحان العتيبي، حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي دولة السويد، وزارة التعليم العالي، المملكة العربية السعودية: 2008م
38- القرضاوي، يوسف، الحلال والحرام في الإسلام، مكتبة وهبة، القاهرة، ط:10، 1976م
39- القرطبي، محمد بن أحمد بن أبي بكر ، الجامع لأحكام القرآن الكريم، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم اطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2، 1384هـ، 1964م
40- قطب، سيّد، في ظلال القرآن، دار الشروق، بيروت، ط:9، 1980م
41- قطب، محمد علي، خمسون نصيحة من الرسول للطفل المسلم، مكتبة الغزالي، دمشق
42- قطب، محمد، الإسلام وحقوق الإنسان، دار الفكر العربي، القاهرة، ط 2، 1404هـ
43- قنطار، فايز، الأمومة: نموّ العلاقة بين الطفل والأمّ، عالم المعرفة، الكويت، العدد:166، لسنة 1992م
44- لجنة الموسوعة، موسوعة للأم والطفل، بيروت: مكتبة لبنان، 1996م
45-  لورانس برنو، موسوعة دليل الأمّهات والآباء: كيف أربّي ولدي، تعريب: أنطوان الهاشم، دار عويدات للنشر والطباعة، بيروت، لبنان، ودار العزّة والكرامة للكتاب، وهران، الجزائر، ط:1، 2011
46- مجموعة المؤلفين، المنجد في اللغة، دار الشرق، بيروت: ط 21، 1973 م
47- الناصر، محمّد وخولة عبدالقادر درويش، تربية الأطفال في رحاب الإسلام، مكتبة الوادي، جدّة، 1415 هـ
48- وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية، دار الصفوة ، القاهرة: ط1
49- يحي بن محمد زمزمي، حقوق الإنسان، مفهومه وتطبيقاته في القرآن الكريم، بحث مقدّم لمؤتمر حقوق الإنسان في السلم والحرب، جمعية الهلال الأحمر السعودي، السعودية، 1424ه
50- Jacques Lansac, Le Grand Livre de ma grossesse, E.Eyrolles, Paris; 2011


ملحق
إعلان حقوق الطفل
اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة
 1386 (د-14)  المؤرخ في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1959
الديباجة
لما كانت شعوب الأمم المتحدة، في الميثاق، قد أكدت مرة أخرى إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الشخص الإنساني وقيمته، وعقدت العزم على تعزيز التقدم الاجتماعي والارتقاء بمستويات الحياة في جو من الحرية أفسح،
ولما كانت الأمم المتحدة، قد نادت، في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بأن لكل إنسان أن يتمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة فيه، دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، أو الرأي سياسيا أو غير سياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو النسب أو أي وضع آخر، ولما كان الطفل يحتاج، بسب عدم نضجه الجسمي والعقلي إلى حماية وعناية خاصة، وخصوصا إلى حماية قانونية مناسبة سواء قبل مولده أو بعده،
وبما أن ضرورة هذه الحماية الخاصة قد نص عليها في إعلان حقوق الطفل الصادر في جنيف عام 1924 واعترف بها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي النظم الأساسية للوكالات المتخصصة والمنظمات الدولية المعنية برعاية الأطفال، وبما أن للطفل على الإنسانية أن تمنحه خير ما لديها، فإن الجمعية العامة، تصدر رسميا "إعلان حقوق الطفل" هذا لتمكنيه من التمتع بطفولة سعيدة ينعم فيها، لخيره وخير المجتمع، بالحقوق والحريات المقررة في هذا الإعلان، وتدعو الآباء والأمهات، والرجال والنساء كلا بمفرده، كما تدعو المنظمات الطوعية والسلطات المحلية والحكومات القومية إلى الاعتراف بهذه الحقوق والسعي لضمان مراعاتها بتدابير تشريعية وغير تشريعية تتخذ تدريجيا وفقا للمبادئ التالية:
المبدأ الأول: يجب أن يتمتع الطفل بجميع الحقوق المقررة في هذا الإعلان. ولكل طفل بلا استثناء أن يتمتع بهذه الحقوق دون أي تفريق أو تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو الرأي سياسيا أو غير سياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة أو النسب أو أي وضع آخر يكون له أو لأسرته.
المبدأ الثاني: يجب أن يتمتع الطفل بحماية خاصة وأن يمنح، بالتشريع وغيره من الو سائل، الفرص والتسهيلات اللازمة لإتاحة نموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نموا طبيعيا سليما في جو من الحرية والكرامة. وتكون مصلحته العليا محل الاعتبار الأول في سن القوانين لهذه الغاية.
المبدأ الثالث: للطفل منذ مولده حق في أن يكون له اسم وجنسية.
المبدأ الرابع: يجب أن يتمتع الطفل بفوائد الضمان الاجتماعي وأن يكون مؤهلا للنمو الصحي السليم. وعلى هذه الغاية، يجب أن يحاط هو وأمه بالعناية والحماية الخاصتين اللازمتين قبل الوضع وبعده.
وللطفل حق في قدر كاف من الغذاء والمأوى واللهو والخدمات الطبية.
المبدأ الخامس: يجب أن يحاط الطفل المعوق جسميا أو عقليا أو اجتماعيا بالمعالجة والتربية والعناية الخاصة التي تقتضيها حالته.
المبدأ السادس: يحتاج الطفل لكي ينعم بشخصية منسجمة النمو مكتملة التفتح، إلى الحب والتفهم. ولذلك يراعى أن تتم تنشئته إلى أبعد مدى ممكن، برعاية والديه وفي ظل مسؤوليتهما، وعلى أي حال، في جو يسوده الحنان والأمن المعنوي والمادي فلا يجوز، إلا في ظروف استثنائية، فصل الطفل الصغير عن أمه. ويجب على المجتمع والسلطات العامة تقديم عناية خاصة للأطفال المحرومين من الأسرة وأولئك المفتقرين إلى كفاف العيش. ويحسن دفع مساعدات حكومية وغير حكومية للقيام بنفقة أطفال الأسر الكبيرة العدد.
المبدأ السابع: للطفل حق في تلقي التعليم، الذي يجب أن يكون مجانيا وإلزاميا، في مراحله الابتدائية على الأقل، وأن يستهدف رفع ثقافة الطفل العامة وتمكينه، على أساس تكافؤ الفرص، من تنمية ملكاته وحصافته وشعوره بالمسؤولية الأدبية والاجتماعية، ومن أن يصبح عضوا مفيدا في المجتمع .
ويجب أن تكون مصلحة الطفل العليا هي المبدأ الذي يسترشد به المسؤولون عن تعليمه وتوجيهه. وتقع هذه المسؤولية بالدرجة الأولى على أبويه.
ويجب أن تتاح للطفل فرصة كاملة للعب واللهو، اللذين يجب أن يوجها نحو أهداف التعليم ذاتها.
وعلى المجتمع والسلطات العامة السعي لتيسير التمتع بهذا الحق.
المبدأ الثامن: يجب أن يكون الطفل، في جميع الظروف، بين أوائل المتمتعين بالحماية والإغاثة.
المبدأ التاسع: يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جمع صور الإهمال والقسوة والاستغلال. ويحظر الاتجار به على أية صورة.
ولا يجوز استخدام الطفل قبل بلوغه السن الأدنى الملائم. ويحظر في جميع الأحوال حمله على العمل أو تركه يعمل في أية مهنة أو صنعة تؤذي صحته أو تعليمه أو تعرقل نموه الجسمي أو العقلي أو الخلقي.
المبدأ العاشر: يجب أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز العنصري أو الديني أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، وأن يربى على روح التفهم والتسامح، والصداقة بين الشعوب، والسلم والأخوة العالمية، وعلى الإدراك التام لوجوب تكريس طاقته ومواهبه لخدمة إخوانه البشر.


[1] - سورة الفرقان: 74
[2] - سورة الكهف: 46
[3] - انظر ملحق البحث
[4] - سورة البلد: 1-3        
[5] - سورة الفرقان: 74
[6] - سورة الكهف آية 46
[7]- أحمد بن حماد الجوهري، الصحاح في اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، 1404: 4/ 1460، لسان العرب: 3/ 255 .
[8] - سورة الإسراء: 81
[9] - مجموعة المؤلفين، المنجد في اللغة، دار الشرق، بيروت: ط 21، 1973 م، ص: 144
[10]- الصحاح: 4/ 1461 .
[11]- المصباح المنير: ص55 .
[12]- الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان داوودي، الناشر: دار القلم، دمشق، ط 2، 1418ه، ص 246 .
[13]- يحي بن محمد زمزمي، حقوق الإنسان، مفهومه وتطبيقاته في القرآن الكريم، بحث مقدم لمؤتمر حقوق الإنسان في السلم والحرب، جمعية الهلال الأحمر السعودي، السعودية، 1424ه، ص 19.
[14]- علي بن محمد الجرجاني، التعريفات، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1416: ص89.
[15]- عيسوي أحمد عيسوي، المدخل للفقه الإسلامي، دار الاتحاد العربي، 1968: ص338، وانظر: قطب، محمد، الإسلام وحقوق الإنسان، دار الفكر العربي،القاهرة، ط 2، 1404: ص38.
[16]- انظر، مصطفى الزرقا، المدخل الفقهي العام، دار الفكر، دمشق، ط 9: 3/ 9-10 .
[17] - معجم ألفاظ القرآن، 1/747، المعجم الوسيط، 2/566.
[18] - سورة النور: 59
[19] - سورة الحج: 5
[20] - الزحيلي، وهبة، التفسير الوجيز على هامش القرآن العظيم، دار الفكر، دمشق، سورية، ط:2، 1996م ، ص:333
[21] - سورة النور: 31
[22] - سورة غافر:67
[23] - سورة النور:31
[24] - سورة النور:59
[25] - الراغب، الحسين بن محمد، مفردات غريب القرآن. تحقيق: صفوان داودي، د.ط، دار العلم، دمشق، د.ط، 1412هـ.، ص:521، أبو حيان، محمد بن يوسف، البحر المحيط، تحقّيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر، لبنان، د.ط، 1420هـ، 6/449
[26] - ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، إعداد وتصنيف: يوسف خياط، دار لسان العرب، بيروت، د.ط، د.ت.2/599
[27] - العيسوي، عبد الرحمن، مشكلات الطفولة والمراهقة، دار العلوم العربية للطباعة والنشر، بيروت، ط:1، 1993م، ص ص:15-16؛ .الأشول، عادل عز الدين، علم النفس النمو، مكتبة الأنجلو، القاهرة، د.ط، 1989م، ص:161؛ سمارة، عزيز، وآخرون، سيكولوجية الطفولة، دار الفكر، عمّان الأردن، ط:1، 1989م، ص ص:17-18
[28] - القرطبي، محمد بن أحمد بن أبي بكر الجامع لأحكام القرآن الكريم، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم اطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2، 1384هـ، 1964م.:12/12.؛  ابن عادل، عمر بن علي، اللباب في علوم الكتاب. تحقيق: عادل عبد الموجود، وعلي معوض، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 1419هـ،:1/3695
[29] - سورة الحج:5
[30] - الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن.. تحقيق: أحمد شاكر، الرسالة: بيروت،  ط1، 1420هـ، 18/569
[31] - ابن عادل، عمر بن علي، اللباب في علوم الكتاب، م.س: 1/3695
[32] - الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. دار الفكر للطباعة والنشر، لبنان، د.ط، 1415هـ: 4/269
[33] - سورة غافر:67
[34] - سورة النور:59
[35] - أبو حيان، محمد بن يوسف، البحر المحيط، تحقيق: صدقي محمد جميل، د.ط، دار الفكر، لبنان، 1420هـ: .6/344
[36] - سورة النور:59
[37] - سورة النور:58
[38] - ابن عاشور، محمد الطاهر، التحرير والتنوير. مؤسسة التاريخ العربي، بيروت: د.ط، 1420هـ،2000م: 18/236. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم. تحقيق: سامي سلامة، دار طيبة، الرياض، د.ط، 1420هـ.: 3/396
[39] - سورة النور:31
[40] - الزحيلي، وهبة، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، ط:1، 1991، ج:18، ص:230
[41] - وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية، دار الصفوة ، القاهرة: ط1. بتصرف :7/157
[42] - الرجولة هنا هي اصطلاح مشهور عند الفقهاء، ولا يعنون بها قصر البلوغ على الذكور دون الإناث، ولكن هذا من التعبيرات الشائعة التي لا يقصدون حقّيقتها، والدليل أنهم يذكرون معها علامات البلوغ عند النساء.
[43] - العيسوي، عبد الرحمن، مشكلات الطفولة والمراهقة. دار العلوم العربية للطباعة والنشر، بيروت: ط1، 1993م، ص:15 وما بعدها؛ الطحان، محمد، وآخرون، أسس النمو الإنساني، دار القلم، دبي: د.ط، 1410هـ، ص:16
[44] - ابن عابدين، محمد أمين بن عمر، حاشية رد المحتار على الدر المختار، دار الفكر، بيروت:  د.ط، 1421هـ: 5/421
[45] - رواه  أحمد في المسند برقم: 6467
[46] - ابن عادل، عمر بن علي، اللباب في علوم الكتاب، م.س: 15/13
[47] - الراغب، الحسين بن محمد، مفردات غريب القرآن، م.س، ص:883
[48] - سورة البقرة:233
[49] - سورة النساء:12
[50] - سورة لقمان:33
[51] - الألوسي، محمود شهاب الدين بن عبد الله، روح المعاني. تحقيق: علي عبد الباري، دار الكتب العلمية، بيروت: د.ط،  1415هـ،. ص:11/105
[52] - سورة الشعراء:18
[53] - الراغب، الحسين بن محمد، مفردات غريب القرآن، م.س، ص:883
[54] - سورة الأعراف:160
[55] - العسكري، الحسن بن عبد الله بن سهل، الفروق اللغوية. تحقيق: محمد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة، القاهرة: د.ط، د.ت.ص:283؛ الزحيلي، وهبة، التفسير الوجيز على هامش القرآن العظيم ، م.س، ص: 172
[56] - سورة الزخرف:28
[57] - ن.م ، ص:283
[58] - ابن عاشور، محمد الطاهر، التحرير والتنوير، م.س: 12/39، والراغب، الحسين بن محمد، مفردات غريب القرآن، م.س، ص:613، وذكر أنه الذي نبت شاربه.
[59] - سورة الكهف: 74
[60] -  فاطمة بنت فرج بن فرحان العتيبي، حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي دولة السويد، وزارة التعليم العالي، المملكة العربية السعودية: 2008م، ص: 27
[61] - رأفت فريد سويلم، حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، دار ابن الجوزي، القاهرة:  2004 م، ص: 32.
[62] - سورة التكوير:8-9
[63] - رواه  البخاري في صحيحه برقم: 5317
[64] - بديوي، يوسف ومحمّد محمّد قاروط، تربية الأطفال في ضوء القرآن والسنّة، دار المكتبيي، دمشق، سوريا، ط:3، 2008، ج:1، ص:326
[65] - سورة النور: 3
[66] - سورة الأعراف: 58
[67] - سورة النور: 32
[68] - سورة النساء: 34
[69] - سورة النور: 26
[70] - سورة النساء: 25
[71] - الناصر، محمّد وخولة عبدالقادر درويش، تربية الأطفال في رحاب الإسلام، مكتبة الوادي، جدة، 1415 هـ، ص: 47
[72] - سورة التكوير: 8- 9
[73] - سورة الإسراء: 31
[74] - سورة الأنعام: 151
[75] - سورة الأنعام: 151
[76] - سورة الأنعام: 140
[77] - Jacques Lansac, Le Grand Livre de ma grossesse, E.Eyrolles, Paris; 2011; p: 209
[78] - سنية النقاش عثمان، طفلك حتى الخامسة، دار العلم للملايين، بيروت، 1985م، ص 32.
- Jacques Lansac, Le Grand Livre de ma grossesse;  p: 93
[79] - Ibid, ; p: 346
[80] -  الشربيني، محمد الخطيب، مُغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط:1 ، 1994 م،  .304/ 2
[81] - سورة الفرقان: 54
[82] - بديوي، يوسف ومحمّد محمّد قاروط، تربية الأطفال في ضوء القرآن والسنّة، م.س، ج:2، ص: 552؛ جبار، سهام مهدي، الطفل في الشريعة الإسلامية، المكتبة العصرية، صيدا، لبنان، ط:1، 1997، ص: 153
[83] - سورة الأحزاب: 5
[84] - رواه البخاري في صحيحه برقم: 3982
[85] - رواه مسلم في صحيحه برقم: 2433
[86] - سورة الهمزة: 1
[87] - بديوي، يوسف، حقّ الوالدين على الآباء، دار ابن كثير، دمشق، ط:1، 1997،  ص:117
[88] - الزبادي، أحمد محمد، والخطيب، إبراهيم ياسين، صورة الطفولة في التربية الإسلامية، دار المستقبل،   عمّان، 1989، ص: 50
[89] - رواه البيهقي في شعب الإيمان برقم: 8405
[90] - رواه مسلم في صحيحه برقم: 3988
[91] - سورة مريم: 7
[92] - رواه  أبو داود في سننه برقم: 4297
[93] - قنطار، فايز، الأمومة: نموّ العلاقة بين الطفل والأمّ، عالم المعرفة، الكويت، العدد:166، لسنة 1992، ص: 83
[94] - البار، محمد علي، خلق الإنسان بين الطبّ والقرآن، الدار السعودية للنشر، الرياض، ط:5، 1984م، ص ص: 471-472
[95] - سورة البقرة: 233
[96] - الزحيلي، وهبة، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج،م.س، ج:2، ص:233؛ اطفيش، محمّد بن يوسف، تيسير التفسير للقرآن الكريم، عيسى البابي الحلبي، مصر، ووزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عُمان،ج:1، ص:363

[97] - الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلى 7/700

[98] - سورة البقرة:233
[99] - سورة الطلاق: 6
[100] - قطب، سيّد، في ظلال القرآن، دار الشروق، بيروت، ط:9، 1980، ج:1ص:. 253
[101] - لجنة الموسوعة، موسوعة للأم والطفل، بيروت: مكتبة لبنان، 1996م، ص 90 – 93، لورانس برنو، موسوعة دليل الأمّهات والآباء: كيف أربّي ولدي، تعريب: أنطوان الهاشم، دار عويدات للنشر والطباعة، بيروت، لبنان، ودار العزّة والكرامة للكتاب، وهران، الجزائر، ط:1، 2011، ص ص: 55-63
[102] - المرجع السابق، ص 43
[103] - جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه برقم: 3208
[104] - سورة آل عمران: 37
[105] - الزحيلي، وهبة، التفسير الوجيز على هامش القرآن العظيم ، م.س، ص:55
[106] - بديوي، يوسف ومحمد محمد قاروط، تربية الأطفال في ضوء القرآن والسنة، م.س، ص:350
[107] - سورة الأعراف: 31
[108] - سورة البقرة: 172
[109] - سورة المائدة:3
[110] - سورة آل عمران: 159
[111] - ابن خلدون، عبد الرحمن، المقدّمة، تحقيق: عبد السلام الشدادي، الدار البيضاء، المغرب، ط:1، 2005: ج:3، ص:224
[112] - ابن خلدون، المقدمة، م.س، ج:3، ص:225
[113] - الغزالي، أبو حامد، إحياء علوم الدين، دار الرشاد الحديثة ، 3/70
[114] - أخرجه مسلم في صحيحه برقم: 4697
[115] - سورة المائدة:8.
[116] - سورة الأنعام:152- 157
[117] - سورة يوسف: 7- 9
[118] - صقر، عطية، تربية الأولاد في الإسلام ، مكتبة وهبة، القاهرة، ط:1، 2003م،  4/194
[119] - رواه البخاري في صحيحه برقم: 2398
[120] - سورة التحريم: 6
[121] - رواه البيهقي في شعب الإيمان برقم: 8447
[122] - رواه البيهقي في شعب الإيمان برقم: 8405
[123] - سورة يوسف: 5
[124] - سورة لقمان: 13
[125] - عبيدات، سليمان، الطفولة في الإسلام، جمعية المطابع التعاونية، عمّان، ط:1، 1989، ص ص:460-461
[126] - سورة يوسف: 11- 13
[127] - الغزالي، إحياء علوم الدين ، ج:3، ص: 73
[128] - رواه البخاري في صحيحه برقم: 2684
[129] - محمد بن عبدالله الدويش، اللعب عند الأطفال، عن موقع:http://www.almurabbi.com
[130] - سورة الطلاق: 6، 7
[131] - سورة البقرة: 233
[132] - - بديوي، يوسف ومحمد محمد قاروط، تربية الأطفال في ضوء القرآن والسنّة، م.س، ص: 352
[133] - سورة طه: 118-119
[134] - ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، م.س، ج: 3، ص: 167
[135] - سورة الطلاق: 6
[136] - سيد قطب، في ظلال القرآن، م.س، ج:1، ص:254
[137] - سورة البقرة: 233
[138] - الحطاب، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، مواهب الجليل، شرح مختصر خليل، دار الفكر، بيروت، 1992، 4/188
[139] - سورة النساء: 7
[140] - سورة النساء: 11
[141] - سورة النساء: 8
[142] - سورة النساء: 10
[143] - الصابوني، محمد علي، تفسير آيات الأحكام، مكتبة الغزالي، دمشق، ط:2، 1977م، ج:1، ص: 435
[144] - سورة النساء: 11-12
[145] - الزحيلي، وهبة، التفسير الوجيز على هامش القرآن العظيم ، م.س، ص:79
[146] - سورة النساء: 13-14
[147] - سورة النساء: 2
[148] - سورة البقرة:180
[149] -ابن قدامة، المغني، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض، ج:5، ص: 597
[150] - الجزري، أبو السعادات المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث. تحقيق محمود الطناحي. المكتبة الإسلامية، بيروت، 5/291
[151] - رواه أبو داود في السنن برقم: 2489
[152] - الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، دار الآفاق الجديدة، بيروت ، ط:2، 1980، ص:56، المادة: 356
[153] - القرضاوي، يوسف، الحلال والحرام في الإسلام، مكتبة وهبة، القاهرة، ط:10، 1976م، ص: 209
[154] - سورة الضحى: 9
[155] - قطب، محمد علي، خمسون نصيحة من الرسول للطفل المسلم، مكتبة الغزالي، دمشق، ص:75
[156] - سورة  الماعون:1-3
[157] - قطب، في ظلال القرآن، م.س، 8/680
[158] - سورة البقرة:83
[159] - سورة البقرة: 177
[160] -سورة البقرة: 220
[161] - سورة الإسراء: 85
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


لأي طلب أنا في الخدمة، متى كان باستطاعتي مساعدتك

وذلك من باب قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى).

صدق الله مولانا الكريم